الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية تقرير إعلامي: "حي التضامن قنبلة اجتماعية موقوتة على أبواب العاصمة تونس"

نشر في  20 نوفمبر 2014  (15:53)

نشر موقع فرنس 24 تقريرا حول منطقة حي التضامن بعنوان "حي التضامن قنبلة اجتماعية موقوتة على أبواب العاصمة تونس" كالتالي:
"حي التضامن حي كبير وفقير يقع غربي العاصمة التونسية. نسبة البطالة فيه أكثر من 60 بالمئة، وظاهرة الجريمة منتشرة فيه على نطلق واسع، وهو معروف بتفاعله مع ما يحدث في باقي أنحاء البلاد من حراك اجتماعي. وكان للحي دور محوري في نقل وهج الثورة التي أطاحت بالرئيس بن علي من محيط العاصمة إلى قصر قرطاج.
سكان حي التضامن شربوا أولى قطرات الانتفاضة الشعبية، التي ما زالت آثارها محفورة على جدران المنازل والأزقة المحيطة بها. الحي يبعد نحو 15 كلم عن وسط العاصمة، وتشكل على وقع موجات الهجرة الداخلية التي عرفتها تونس في بداية السبعينيات من القرن الماضي، في عهد الحبيب بورقيبة [رئيس تونس من 1957 لغاية 1987]، حيث انتقلت مئات العائلات من قرى فقيرة إلى مشارف العاصمة.
وبالإضافة إلى مظاهر البؤس والبطالة والمخدرات والإجرام، يتميز حي التضامن كونه أحد معاقل الفكر الإسلامي المتشدد، ما جعل وسائل الإعلام التونسية تصفه بأنه "قنبلة اجتماعية موقوتة" من شأنها أن تتفجر في أي وقت.
"ذهب بن علي، جاء المرزوقي، وسيأخذها السبسي..."
في مقهى "رويال" الشعبي، الذي شهد خلال الثورة اندلاع اشتباكات وأعمال عنف راح ضحيتها كثيرون، الحديث عن الانتخابات الرئاسية قليل. في هذا المقهى، موسيقى راب على أنغام البلطي والجنرال، وشباب يلعبون الدومينو وهم يشربون قهوة، وحديث طويل عن الحياة اليومية الصعبة".
في حي التضامن، دوريات الأمن منتشرة بكثافة، والحواجز الأمنية ازدادت في الفترة الأخيرة بسبب تنامي الفكر الإسلامي المتشدد في وسط الشباب، وظهور بعض خلايا الفكر الجهادي في الأماكن المحيطة به. فقبل أيام قليلة، تمكن عناصر الأمن التونسي من قتل أعضاء مجموعة جهادية تتكون من خمسة نساء ورجل في حي الورد، بوادي الليل القريب من التضامن، وكانت بحوزتهم أسلحة ومنشورات جهادية.
أصحاب القمصان القصيرة واللحى الطويلة صاروا أكثر عددا وتعززت صفوفهم منذ اندلاع الثورة، كما يؤكد محمد وهو صاحب محل للأكل السريع، يشتغل بالحي منذ سنوات. ويضيف: "في عهد بن علي لم نكن نعرف حتى معنى الرصاص، واليوم رجال الأمن يلبسون واقيات ويحملون السلاح ويقيمون الحواجز في كل مكان، لم نكن معتادين كذلك على أصحاب القمصان القصيرة واللحى الطويلة ولا على المجلببات، كل هذه المظاهر جديدة علينا وتصدمنا".